قال صلى الله عليه وسلم ( اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين ) صحيح الجامع.
اما عن البغي فهو الظلم والتعدي على الأخرين.
قال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )
جاء في التفسير الميسر: قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إنما حَرَّم الله القبائح من الأعمال, ما كان منها ظاهرًا, وما كان خفيًّا, وحَرَّم المعاصي كلها, ومِن أعظمها الاعتداء على الناس, فإن ذلك مجانب للحق.
وحرَّم أن تعبدوا مع الله تعالى غيره مما لم يُنَزِّل به دليلا وبرهانًا, فإنه لا حجة لفاعل ذلك, وحرَّم أن تنسبوا إلى الله تعالى ما لم يشرعه افتراءً وكذبًا, كدعوى أن لله ولدًا, وتحريم بعض الحلال من الملابس والمآكل.
وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )
جاء في التفسير الميسر: إن الله سبحانه وتعالى يأمر عباده في هذا القرآن بالعدل والإنصاف في حقه بتوحيده وعدم الإشراك به, وفي حق عباده بإعطاء كل ذي حق حقه, ويأمر بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع, وإلى الخلق في الأقوال والأفعال.
ويأمر بإعطاء ذوي القرابة ما به صلتهم وبرُّهم, وينهى عن كل ما قَبُحَ قولا أو عملا وعما ينكره الشرع ولا يرضاه من الكفر والمعاصي, وعن ظلم الناس والتعدي عليهم, والله -بهذا الأمر وهذا النهي- يَعِظكم ويذكِّركم العواقب; لكي تتذكروا أوامر الله وتنتفعوا بها. اهـ
فليحذر كل شخص من الأعتداء على الأخرين وظلمهم فإن العقوبة تعجل، ولا ننسى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله: وعزتي وجلالي لأنك ولو بعد حين )
وكم هو منتشر الآن الظلم بين الناس، فالقوي يأكل الضعيف ولا يبالي، نعوذ بالله من الظلم.
اما العقوق فمعروف، وكم سمعنا قصة عن العقوق، وكم قرأنا قصة عن العقوق كانت نهايتها ان فعل الأبن وعامل اباها، مثل ما عامل اباها جدها. وهكذا.
وكل ذنب ربما يؤخر إلا العقوق، فإنه يعجل ولا يتأخر، فسبحان الله العظيـم. لنحذر اخواني واخواتي من المعاصي، فهي باب خطير، ولنتق الله تعالى، ونتفقه في امور ديننا، ونعلم الحرام فنتركه، ونعلم الحلال فنأتيه